إنها السياسة.. إنه البيزنس
لم تخرج من دماغي أبدا المقولة الأخيرة لسال تاسيو في
فيلم الأب الروحي ألا وهي " أخبر مايكل أنه كان مجرد عمل"، تلك الجملة
التي لطالما تكررت على مسامعي سواء في الأفلام أو في الحياة الحقيقية، وحتى أوضح
أهمية تلك الجملة بالنسبة لي، وغرابتها أيضا، فإنها جاءت لسان تاسيو الذي خان
مايكل كورليوني، والذي كان من شركاء أو حلفاء والده الموثوق فيهم، وتكررت تلك
الجملة في نفس السلسلة وكذلك في مسلسل بيكي بلايندرز وأخيرا في فيلم أوكجا "Okja" الذي
أبدعه "بونج جون هو"، ذلك الفيلم الذي عرض ببراعة فائقة الوجه الحقيقي
لرأس المال والشركات متعددة الجنسيات، وجاءت تلك الجملة على لسان نانسي الأخت
التوأم للوسي، الأختان اللتان تديران الشركة، والفارق الظاهري بينهما يجعلهما
وجهين لعملة واحدة ألا وهي العمل، فلوسي هي الوجه الرقيق الدارج في الإعلانات
بينما نانسي تعد هي الوجه الحقيقي لعملية الانتاج، تلك التي قالت "إنه
العمل" في حوارها مع ميجا، الفتاة التي ربت أوكجا وهو الحيوان المتصارع عليه
بين رأس المال وبينها، ولا عجب أن ميجا استطاعت تخليص حيوانها المحبوب من خلال
اللغة التي تتقنها جيدا نانسي ألا وهي البيع والشراء فرمت لها تمثالا أهدته لها
الشركة تكريما لتربيتها لذلك الحيوان المعدل جينيا، ومن اللافت للانتباه أن الحل
الذي ألقته ميجا في وجهها جاء متزامنا مع تعلمها للغة الإنجليزية.
ولا عجب أيضا أن جملة أخرى تستخدم بنفس
الشكل، كتبرير لفعل غير أخلاقي أو أناني، ألا وهي إنها السياسة، تلك العبارة التي
تنطوي على حث أنه بما أنك نزلت إلى الملعب فالتزم بالقواعد، والحقيقة أن هناك
كلمات وصفات قد تضاءل استخدامها بشكل كبير مثل الشرف والإخلاص والمحبة، لأنها
بالطبع لا تعد واقعية وإنما طوباوية كما هو مزعوم.
الأنانية وإرادة السطوة
فلنفترض أنني لاعب لإحدى الرياضات، وأنني
في إحدى البطولات واجهت صديقا عزيزا علي في الفريق المنافس، فقررت أن أقوم بضربه
في بداية المباراة حتى أتفوق عليه نفسيا، لأنه لن يقف عثرة في طريقي نحو النجاح،
ماذا أكون إذا؟ ألا أكون أنانيا؟ ولا أتوانى عن إيذاء أو استخدام أي شخص للوصول
لما أريد؟ هذا بالضبط ما فعله كوبي براينت في مباراة بين المنتخب الأمريكي لكرة
السلة والنتخب الإسباني في أولمبياد بكين 2008، حينما ضرب زميله في فريق المحترفين
"بو جاسول"، وعلى الرغم من ذلك فإن الشعبية التي يتمتع بها كوبي كبيرة
جدا!
يتوافق ما فعله كوبي براينت مع زميله مع
فكرة المصلحة الذاتية، تلك التي تهيمن على الاقتصاد والسياسة، باعتبار أن الفاعلين
الاقتصاديين والسياسيين، سواء كانوا منتجين أو مستهلكين، صناع قرار أو عامة، هم في
النهاية عقلانيون يتخذون أفضل قرار لتحقيق أقصى فائدة لهم، والمهم في هذا الطرح
الواقعي هو أنني أراه يتماشى مع فكرة أن الإنسان خطاء بطبيعته، فكلاهما فيه شيء من
الحقيقة، إلا أنهما يراد بهما باطلا، كيف؟
في فيلم أوكجا، تصف سكرتيرة لوسي المديرة
آخرين بأنهم إرهابيون ونرجسيون، وفي نفس الوقت لا تتوقف أبدا عن الكلام عن نفسها
وإنجازاتها وتحضرها مقارنة بأختها وأبيها، بل إن إدارتها كلها للشركة تتمحور نحو
المجد الذاتي من خلال النجاح الذي ستحققه الشركة من خلالها.
وفي السوق الرياضية، نعم سوق وليست ساحة
رياضية لأن العرض والطلب أصبح هو المسيطر الوحيد عليها، فإن أغلب اللاعبين يتباهون
بأنفسهم أيما تباه مثل إبراهيموفيتش وكونور مكغريغور وكوبي براينت وكريستيانو
رونالدو، يوجد دائما ذلك الشعور بالذات ومحاولة تحقيق المجد.
إلا أن قراءة كتاب "الاقتصاد كما
أشرحه لابنتي" توضح كيف أن رفاهية إحدى الدول تصنع من خلال بؤس أخرى،
وبالتالي فإن مجد أحدهم يأتي على حساب أحد آخر، وهذا ينطبق على مجال السياسة أيضا فكل
دولة تسعى لأن تسيطر على القوة والسطوة بأي شكل، حتى وإن كان ذلك الأمر منطقيا لا
أهمية له، وأضع بالطبع الاعتبار أن "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، ولكن
الفكرة خرجت من نطاق وصف وجود الشر إلى شرعنته.
أي أن تلك الجمل التي من المفترض أنها تصف
قدرا من الواقع الذي نعيش فيه، صارت هي المسيطرة في الحقيقة على تفسيرنا كله
للواقع وبالإضافة إلى ذلك فإنها المتحكمة فينا أيما تحكم.
الاحتراف والاحتكار
إذا ما سلمنا للجملة القائلة إن السياسة
نجاسة، فإن أي شاب يحاول التقرب من الله وأن يكون إنسانا جيدا سيقوم بمحاولة
الخروج من اللعبة حتى لا يقع فريسة لقواعدها، إلا أن ذلك ليس في الواقع أمرا
ممكنا، بل إنه أبعد ما يكون عنه، لماذا؟ لأن السياسة والاقتصاد يشكلان بنسبة كبيرة
جدا حياتنا في عالم وهنت فيه الحدود وعظم فيه تأثير الدومينو، وبالتالي فإنني أسلم
أمري في النهاية للمحترفين الذين يتقنون اللعبة أليس كذلك؟
الحقيقة أن أكبر خطأ نرتكبه في حق العالم
أجمع هو الاعتماد في تسيير اللعبة السياسية على أولئك الساسة المحترفين، لأن الشعب
الذي لا يشارك بشكل فعال في تقرير مصيره والقرارات السياسية يكون مجرد طرفا من
المعادلة، التي هي قائمة بالفعل، وإنما يكون طرفا غير فعال بل متلقٍ، وليس
بالضرورة أن يكون تدخل الشعب من خلال تظاهرات مثلا بل إن التنشئة السياسية في حد
ذاتها وأنماط العلاقات على نطاق المجتمعات الصغيرة التي يعيش فيها الفرد خلال
مراحل حياته مثل الأسرة والمدرسة واتحادات الجامعات هي كفيلة بأن تعكس الحالة
السياسية. فإن كنا في مجتمعات محدودة لا تخلو من الشللية والمجاملات فإن ذلك لا
يعني أن تلك الدائرة فقط أو أولئك الأشخاص فقط هم في الواقع فاسدون، بل إن ذلك
يعكس الممارسات السياسية على مستوى الدول بأكملها.
أوضح تلك الفكرة بروفيسور فيليب زيمباردو
من خلال تجربة ستانفورد التي عرضها بشكل كاف وواف في كتابه تأثير الشيطان، والمراد
منه هو إيضاح أن الخصائص الذاتية لا تكون هي العامل الأساسي في كثير من الأحيان
للسلوك المشين غير السوي، وإنما يكون ذلك في أوقات كثيرة نتاج للأنساق العامة التي
تحكم مجتمع أو منظومة معينة.
زد على ذلك أن حالة الاتكالية على أولئك
المحترفين – الذين في النهاية بوصفهم علاقنيين يسعون لتعظيم الفائدة الخاصة بهم –
تدفع بالعامة في غياهب السلبية واتكالية غير نافعين، لأن هؤلاء الساسة هم في
الحقيقة – ليسوا كلهم بالطبع – تقودهم أجندات ومعتقدات مكيافيلية متشابهة لا تخرج
عن المصلحة الذاتية، وبالتالي فإن النطاق الموجود للموضوعية والخير والشر يتضاءل،
بل إن قابلية ظهور زعيم جماهيري جديد يحدث تغييرات جذرية تقل لأن من هم معرفون على
أنهم ساسة محترفين، والذين كما قلت يعملون بناءا على حسابات المصلحة الذاتية وطبقا
لأجندات معينة، لا يتحولوا مع الوقت إلا لكونهم مجرد تروس في آلة أكبر منهم تهدف
إلى استقرار الوضع الحالي، لماذا؟ على الرغم من كون الأجندات تختلف، فإنه البيزنس،
أي أن الدول نفسها صارت تلك التروس أمام النمو المتعاظم والمتوحش للشركات متعددة
الجنسيات، وبالتالي فإن الدول نفسها لا تعتمد – مثل ميجا – إلا على لغة البيزنس
للتعامل مع نانسي مديرة الشركة.
التفسيرات والمبررات
بناءا على ما سبق فإنه من المهم لفت
الانتباه لكون الحسابات القائمة على فكرة المصلحة الذاتية هي مهمة إلى حد كبير في
تفسير الأحداث السياسية، ولكنها في الوقت ذاته تستخدم كتبرير لأفعال الحرب والغزو،
وإنها أيضا تكون ملمعا لمنطق القوة الذي يحكم العالم، ذلك المنطق الذي بكل تأكيد
يعمل على تخليف ضحايا بأعداد مهولة خلفه.
وعليه فإن أية معارضة وجب أن تقوم بشكل لا
يجعلها أبدا تعرقل سير خط العمل، ولكن سؤال، أيهما أقيم ثروات العالم كله أم حياة
إنسان؟ من الطبيعي أن تكون الإجابة هي الإنسان لأن – من المفترض – أن يتكون تلك الثروات
وتلك الصراعات في خدمة ذلك الإنسان أليس كذلك؟ إذن، فماذا إذا كانت تلك المعارضة
التي لا تعطل سير العمل وتتعامل بالشوك والسكين مع ما يحدث من حولها من خبل سياسي
وجنون عظمى للقادة، ماذا إذا كانت غير كافية؟ أيمنعنا البيزنس – الذي يتحكم بشكل
قاطع في السياسة – من الهتاف بأعلى صوت بل والتحرك من أجل حياة ذلك الإنسان؟ ما
بالنا بملايين الناس حول العالم؟ أيضا يجب علينا أن نضع أمام أعيننا التالي، تلك
الأيديولوجية النفعية في الاقتصاد والسياسة، والتي تقوم على مضاعفة الفائض من رأس
المال والتوسع والنمو، تسمح بشكل قاطع على وجود فقراء معدمين وضحايا حرب.
لماذا؟ ذلك لعدة أسباب، أولها بسيط وهو
تكاليف الإنتاج، بمعنى أنه إن أرادت شركة ما أن تعظم من ربحها فإنها تتجه للبلدان
ذات العمالة الأقل تكلفة، ذلك منطقي بالطبع، تلك البلاد ذات العمالة غير المكلفة
تعني أنها بلاد ذات فقراء بالضرورة، فإذا ما سلمنا لأبسط مبادئ النظم الاقتصادية
الحديثة فإنه من المفترض أن يكافأ المرء حسب مهارته أليس كذلك؟ وتلك المهارات
تتطلب موارد لتعلمها تبدأ من الغذاء السليم والصحة والتعليم. وعليه فإن رأس المال
يبحث عن تلك المواصفات بل ويريد أن يبقي على تلك الحال حتى يستمر هو في ربحه.
ثانيا، الدول أصبحت لعبة في أيدي رأس
المال، وخاصة دول العالم الثالث، تلك الدول التي تعاني الأمرين من الحروب
والانقسامات التي تزرع فيها زرعا، وذلك ما ذكرته نعومي كلاين في كتابها (عقيدة
الصدمة) كيف أنه تم استغلال سقوط عديد من البلدان من أجل تطويع اقتصادها من قبل
قوى عظمى ليبرالية والمثل الأكبر على ذلك هو تقسيم الموارد النفطية في العراق بعد
غزو 2003 بين الشركات النفطية العالمية. ناهيك عن كون البنوك ومنظمات اقتصادية
كبرى تتحكم في تلك الدول نتيجة للاقتراض، ثم إن الأنظمة الاقتصادية المعاصرة
والانفتاح الخاص بها أنتج ما يسمى بالأموال الساخنة التي قد تحدث اضطرابا في
البلاد ذات الاقتصاد الناشئ وغير المستقر.
ثم إن تعاظم رؤوس الأموال ومعدلات النمو،
التي كانت في منتصف القرن الماضي هي وسيلة لنمو الدول وتحقيق رفاهية المواطنين،
أصبحت هي الهدف وليست الوسيلة كما كان من المفترض، وعليه فإن فائض الانتاج ورأس
المال يجب أن يكون مساهما في عملية النمو تلك، ومن غير المنطقي مثلا أن توزع كل
تلك المنتجات الفائضة على من لا يستحقونها.
ونبرة الاستحقاقية تلك منبعها السياسات
السياسية والاقتصادية الحديثة التي تعرف بالليبرالية الجديدة، وتلك تقوم على كون
الصعود على السلم الاجتماعي ليس إلا قرار واجتهاد منك، بناءا على مبدأ الكفاءة،
وبالتالي فإن كنت فقيرا فإنك مذنب بحق نفسك وغير متطور كفاية، وتقف تلك الفكرة
وراء اعتبار كل واحد منا نفسه أعظم مشروع يعمل عليه وعليه أن يستثمر فيه ليستطيع
المنافسة في السوق. وبناءا عليه فإن تخيلنا مثلا أن دولة ما مثل أمريكا تقرر ذات
يوم أن تتحفظ على ثروات أو نصفها الخاصة برجال الأعمال من مليارات من الدولارات
لكي تقوم بتوزيعها على الفقراء حول العالم، أو أنها أخذت فوائض الإنتاج مثلا وأخذت
تقضي على المجاعات حول العالم، لوجدنا فورا الكثير من المدافعين عن حقوق رواد
الأعمال والشركات، التي من المزعوم أنها تمتلك الحق فيما تملكه وتفعل به ما تشاء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي نوع من المقاومة أو المعارضة يصبح ضعيفا بشكل كبير نظرا لكونه يجب أن يكون ملتزما بدواعٍ وبروتوكولات لا تعيق سير الأعمال، ما يعني أن حيزه يكون محدودا وضيقا، لكي تكون مقبولة بشكل عام وهذا ما أورده وارد تشرشل في كتابه (النزعة السلمية كحالة مرضية)، واصفا عجز الحركات السلمية المقاومة لإحداث أي تغيير حقيقي على أرض الواقع لأن النطاق المسموح لها لا يؤد لغير ذلك بالدرجة الأولى.
العالق في اللحظة الحاضرة
تقوم حجج كثيرة الآن مدافعة على الوضع
الراهن، وقد كنت مقتنعا بها، أساسها عدم وجود نظم اقتصادية أخرى أو حلول أفضل مما
نحن فيه، وأنه النظام الطبيعي والمنطقي لسير العالم، وهذا ما أشار إليه مارك فيشر
في كتابه "الواقعية الرأسمالية" مشيرا لكون الرأسمالية الآن لا تعامل
بكونها نظاما اقتصاديا والسلام، وإنما تعامل على أنها هي الواقع، وفي داخله تتشكل
كل تفاعلاتنا ونظرتنا لكل شيء تقريبا. والحقيقة أن ذلك لا يخلو من الأخطاء لأننا
إن نظرنا إلى التاريخ فسوف نرى العديد من المدارس والمناهج الاقتصادية منها التي
ركزت على التجارة، ومنها الفيزيوقراط الذين ركزوا أكثر على الزراعة كونها النشاط
الاقتصادي الأهم، ثم جاء سميث ليعلن الزراعة والصناعة أهمهما في تراكم رأس المال،
وكل من تلك المدارس، ناهيك عن الماركسية بالطبع، كانت ترى أن التقدم والنمو
الاقتصادي يقوم على أساس يختلف عن الأخرى، فمثلا يرى سميث أنه يقوم على تراكم رأس
المال، في حين تهتم التجارية بكم المعادن الثمينة التي تمتلكها الدولة.. إلى آخره.
وبالتالي، فإن حجج نهاية التاريخ وكون
الرأسمالية هي أفضل نظام يمكن أن يحظى به البشر، كلها تحافظ على الأمر الواقع بدلا
من أن تصفه، بل وتعيق النمو والتطور الطبيعيين للأمور، وهذا ما وصفه فيشر بكونه
الإلغاء البطئ للمستقبل، باعتبار أن المستقبل هو مفهوم مجرد يقوم في أساسه على
وجود شيء جديد، وعليه فإننا نعيش في حقبة – كما يرى فيشر – تقوم على إنتاج
وإعادة إنتاج الفترات المختلفة من التاريخ دفعة واحدة وفي نفس الوقت، وهذا واضح في
الموضة والملابس، فموضة السبعينات مختلفة عن الثمانينات وعن التسعينات، لكن الآن
كل شيء متاح، بل الأخطر من ذلك هو كون صيحات الموضة في حد ذاتها الآن هي إحياء
لموضات مضت، وقد تطرق فيشر إلى العديد من الأعمال الفنية لبيان ذلك، ولكن ليس من
مثال أكثر وضوحا لمن هم أبناء جيلي من أغنية إيمينيم الجديدة "Houdini" التي
تعد إعادة إنتاج لأغانٍ قديمة له ممزوجة فيها.
ولا داعٍ إلى التذكير أن اقتصاد اليوم
يركز جملة وتفصيلا على مفهوم السوق، فأيا كان ما تفعله إن كان يمكن بيعه فإنك
تساهم بشكل فعال في الاقتصاد، سواء كنت عاملا في مصنع من المصانع أو عاهرة على
الإنترنت، ما دمت تبيع وتشتري فإنك عنصر فعال، ذلك التوسع في انتقاء ما يمكن
اعتباره نشاطا مفيدا للاقتصاد هو في الحقيقة يزيل العديد من المعايير الأخلاقية
والقيمية التي من المفترض أن توضع على النشاط الاقتصادي مثل التساؤل حول ما إذا
كان نشاطا معينا مفيدا للبشرية أو لا؟ وبالتالي فإنك إن أردت أن تسأل أحدهم عن
جدوى ما يقوم به من عمل فإنه يكفيه أن يقول لك إنه البيزنس في النهاية وأنه يكسب
المال في النهاية.
في النهاية، واجب ملاحظة أن اللأفكار الواردة بالأعلى على قدر ما توحي به من فتح أفق وفرص
جديدة للعمل، إلا أنها في الآن ذاته تقلل من قدرتنا على الحكم على الأشياء بحكم
أننا بطبيعة الحال كائنات تحسب التكلفة والعائد، فنصبح رويدا رويدا سال تاسيو
متغاضين مثلا عن سياسات شركات الأدوية العالمية التي تتحكم في تراكيب الأدوية بحيث
يستمر الطلب عليها لأننا في النهاية سنقطع أرزاق أولئك الناس، وليس من المنطقي
نهائيا أن نأمل مستقبلا أفضل ما لم نحاول المشاركة في صناعة الواقع وإحلال أحكام
قيمية على الأحداث فيه بدلا من اعتبار السياسة لا أخلاقية وبالتالي فإنها متروكة
للمحترفين، لأنهم لم يأتوا بأي فائدة تذكر في الأوضاع العالمية الحالية.
هايل 👏👏👏
ReplyDelete