شاعر يكره شعره

أثناء الليل، وفي أرض كاحلة لا ينيرها سوى نجوم قليلة، اقترب فتى صغير الحجم حاف القدمين من قرية تملأها الأفراح تتوهج نيرانها من بعيد، واحتاج الفتى الراحة بعدما قضى الرحلة كلها على قدميه من قرية أخرى لم يدم البقاء بها سوى ليلة. دخل بوابة القرية مستجمعا شجاعته لعلها تختلف عن قريته، وتكون تلك التي تفتح له أبواب الوجود فيضرب جذوره بها لو قبلوه وعرفوه، ذلك وهو وحده بينما كان الداخلون كلهم أزواجا وجماعاتٍ، لذلك لم يلفت انتباه مندوبي النُزُل رغم توقعه حفاوة تنتظره كما الآخرين، انتظر بعض الشيء كبرياءً ثم تحرك منكس الرأس نحو مندوبٍ لم يلاحظه إلا حين رفع صوته متحدثا: - سلام عليك. - سلام أخي، كيف أخدمك؟ أتحتاج غرفة؟ - نعم، وأيضا إنني شاعر أريد أن أعرض شيئا على الناس. - حسنا، أخي، اذهب مع الذاهبين نحو الميدان، هناك تجد الناس كافة وأنا سألاقيك في نهاية الليلة، لكم من الوقت تريدها؟ - ...