Posts

Showing posts from May, 2020

شاعر يكره شعره

Image
  أثناء الليل، وفي أرض كاحلة لا ينيرها سوى نجوم قليلة، اقترب فتى صغير الحجم حاف القدمين من قرية تملأها الأفراح تتوهج نيرانها من بعيد، واحتاج الفتى الراحة بعدما قضى الرحلة كلها على قدميه من قرية أخرى لم يدم البقاء بها سوى ليلة.   دخل بوابة القرية مستجمعا شجاعته لعلها تختلف عن قريته، وتكون تلك التي تفتح له أبواب الوجود فيضرب جذوره بها لو قبلوه وعرفوه، ذلك وهو وحده بينما كان الداخلون كلهم أزواجا وجماعاتٍ، لذلك لم يلفت انتباه مندوبي النُزُل رغم توقعه حفاوة تنتظره كما الآخرين، انتظر بعض الشيء كبرياءً ثم تحرك منكس الرأس نحو مندوبٍ لم يلاحظه إلا حين رفع صوته متحدثا: -         سلام عليك. -         سلام أخي، كيف أخدمك؟ أتحتاج غرفة؟ -         نعم، وأيضا إنني شاعر أريد أن أعرض شيئا على الناس. -         حسنا، أخي، اذهب مع الذاهبين نحو الميدان، هناك تجد الناس كافة وأنا سألاقيك في نهاية الليلة، لكم من الوقت تريدها؟ -    ...

الطريق

Image
  الطريق قسمان، وطريقهم الأيسر وكان من أسفلت ممتلئ بالحصى والحشرات،  والمشاة كذلك: قسم كثير العدد ماشٍ، والآخر أقل عددا منه محمول ومضموم للصدور.   من تلك الأجسام المضمومة كان آدم البارحة، أما اليوم وقد نضج جسده فتوة فقد أنزله أبواه الحفاة على الأرض، ولم يكن آدم قد رأى طوال حياته القصيرة سوى صدر أمه وأبيه، لذلك حينما نزل للأرض استغرب ملمس الأرض القاسية وأحس بيدي أبواه تجره جرا يكاد يفصل كتفيه عن جسده، فتألم آدم لكنه لم يبح.   كانت الأجسام حول آدم طويلة جدا حيث لم يكن باستطاعته رؤية لا وجوههم ولا ما هو فوقهم، كما لو كان بناية قصيرة محاطة بناطحات سحاب.   لم يعد آدم يستطيع المشي أكثر من ذلك فعضلات قدميه ليست قوية، فتذمر، ثم سمع صوت والديه ناهيا يشوبه قدر من الحنية يجعل الآذان تطيع:  - لا تقدر يا بني، ولا نقدر نحن أيضا.  - لماذا؟  - إن الطريق طويل جدا يا بني، وإننا نرى ما لا تراه، ثم إنه كيف سينظر لك المحيطون، إن بعيونهم شعاع حارق ولا يكترثون لأمر الساقطون فيدهسوهم.   صمت آدم مطيعا مغلوبا على أمره، وروي...