Posts

Showing posts from February, 2020

حُلْمٌ غَرِيبٌ ثانٍ

Image
رأيت تلك الفتاة من قبل، تبلغ من العمر نفس عمري، آية في الجمال، حاجباها مرسومان وثقلهما فيه روعة، عيناها متوسطتان في الضيق ومتوسطتان في الوسع، وأنف دقيق وملامح كأنها مرسومة خصيصا، وشعر أسود كسلاسل الحرير يتدفق شلالا على كتفيها، أما الجسد فتَل به من الإنحناءات نسبة رقيقة. لم أرها سوى مرة في أحد الدروس وقد تلاقت عينانا صدفة، أما الآن فالأمر عكس ذلك. آتتني هي وفتاة أخرى من درس آخر وليسا صديقتين، أنا متأكد من ذلك، وكنت أجلس في مقهى راقٍ في شارع سوريا - لم أعرف بوجوده أبدا سوى الآن - بجانب سور كسور البلكونة، وأطل على الشارع إذا نظرت يميني وظهري للبحر، كانت جريئة جدا بالنسبة لفتاة تحدث مراهقا من سنها لا تعرف عنه سوى شكله واسمه، بدأتا بالحديث متحديتين، والأخرى التي من درس آخر تُكلمني وكأنها تعطيني تعليمات وتَصِف لي نظام التعامل مع الفتاة الأولى، وفي وسط هذا الحديث لم يأتني أن أسألهما عن اسميهما. قالت لي أنها تحب الراب، جميل، لكنها سرعان ما بادرتني بسؤال لاختباري في معرفتي بالراب، من هي لتسألني عن معرفتي بالراب؟! قبل ذلك الإختبار مر وقت طويل، وبعده كذلك، وكنت مأسورا بين الغِبْ...

الإنسان بين الوحدة واللا انتماء

Image
رجوعا إلى أقدم المفاهيم التي تضمنت معنى الانسان والفرق بين جنسه وبني الأجناس الأخرى فنرى أن ما يميز الانسان بحسب تعريف الأقدمين ليس ذكاءه فحسب وإنما وصفه بالاجتماعية، وهو ما أعطاه القدرة على تكوين مجتمعات أكثر تعقيدا وأكثر دواما من أي مخلوق آخر بل إنه كان قادرا على تكوين علاقات مع المخلوقات الأخرى، ولذلك فإن فقد المرء ما يميز بني جنسه فإن ذلك ليضعه في مأزق رهيب وحالة تكاد تفنيه نفسيا إذا صح التعبير. وهنا نتحدث بخاصة عن الوحدة حيث أنها جزء لا يتجزأ بل أساسي من كون المرء غير اجتماعي وهو بذلك يقابل في المعنى الاجتماعية، ولكن إن أردنا توضيح معنى عدم الانتماء فإنه أكثر عمومية وشمولا من الوحدة حيث أن كل الكائنات الحية أو معظمها للتدقيق تعيش في جماعات والأهم من تلك المعيشة هو الانتماء للجماعة، فإننا لو دققنا النظر لعالم الحيوان فسنجد أن غالبية الحيوانات النافقة تكون إما خرجت عن المسار المحدد للجماعة وماتت من الجوع أو تم قتلها من قبل جماعة أخرى لدى خروجها أيضا من جماعتها. بالتالي فإن النتائج الخاصة أو العامة هنا هو الخطر، أي أن كلما كان الانسان في وحدة خاصة جعله في مهب الريح وكلما كا...