حُلْمٌ غَرِيبٌ ثانٍ

رأيت تلك الفتاة من قبل، تبلغ من العمر نفس عمري، آية في الجمال، حاجباها مرسومان وثقلهما فيه روعة، عيناها متوسطتان في الضيق ومتوسطتان في الوسع، وأنف دقيق وملامح كأنها مرسومة خصيصا، وشعر أسود كسلاسل الحرير يتدفق شلالا على كتفيها، أما الجسد فتَل به من الإنحناءات نسبة رقيقة. لم أرها سوى مرة في أحد الدروس وقد تلاقت عينانا صدفة، أما الآن فالأمر عكس ذلك. آتتني هي وفتاة أخرى من درس آخر وليسا صديقتين، أنا متأكد من ذلك، وكنت أجلس في مقهى راقٍ في شارع سوريا - لم أعرف بوجوده أبدا سوى الآن - بجانب سور كسور البلكونة، وأطل على الشارع إذا نظرت يميني وظهري للبحر، كانت جريئة جدا بالنسبة لفتاة تحدث مراهقا من سنها لا تعرف عنه سوى شكله واسمه، بدأتا بالحديث متحديتين، والأخرى التي من درس آخر تُكلمني وكأنها تعطيني تعليمات وتَصِف لي نظام التعامل مع الفتاة الأولى، وفي وسط هذا الحديث لم يأتني أن أسألهما عن اسميهما. قالت لي أنها تحب الراب، جميل، لكنها سرعان ما بادرتني بسؤال لاختباري في معرفتي بالراب، من هي لتسألني عن معرفتي بالراب؟! قبل ذلك الإختبار مر وقت طويل، وبعده كذلك، وكنت مأسورا بين الغِبْ...