لماذا انتشرت القشطوظة وتراجعت كعكة أمي؟
أتذكر أنني في الثانوية العامة والصيف الذي سبقها، لم أكن أنتهي من الأكل حتى أجوع مرة أخرى، ولم تكن ثلاجتنا ومحتوياتها منزلية الصنع تسد الرغبة المستبدة بي في الأكل والأكل والأكل، والحقيقة أن ذلك لم يكن راجعا لكوني عاشقا للأكل منذ الصغر مثلا، بل كان السبب الرئيسي، بجانب شهوة الجسد الطبيعية، هو الكم المهول من المقاطع المصورة التي كنت أشاهدها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، والتي كانت تتمحور حول موضوع واحد فقط: الطعام، بالإضافة إلى ذلك فإن الأمر لم يكن يتوقف عند عرض الطعام، وإنما تخطى ذلك وصولا لما يمكن وصفه بممارسات صنمية ( Fetish )، وكأنما صانع ذلك المحتوى يتغزل في الطبق المعروض ويتعبد جماله وقدرته الفائقة على إدخال السعادة إلى القلوب، كأن البروزاك لا فائدة له ويكفيك فقط أن تأكل رغيف الشاورمة من أبي فلان السوري، وأتذكر جيدا أن ذلك الغيث كان أول مطر لم ينتهِ من وقتها وحتى الآن، بل تزايد وتفاقم حتى تسبب في فيضان من المقاطع التي لا تنتهي بجودات متباينة، بعضها إحقاقا للحق احترافي ومفيد، وأغلبها لا يتعدى كونه محاولات للثراء هروبا من البطالة. ما أثار اهتمامي بتلك الظاهرة لم يكن ...