أنا أعمل، ومديح في الإدمان

إلى أختي، حتى تخف الآلام. شاركت منذ يومين في عرض مسرحي بعنوان محطة صيانة، وتحكي المسرحية عن السيد صفر الذي – بكل اختصار – يقع ضحية للنظام والبيئة من حوله، وعليه فإنه يعجز عن الحياة الإنسانية بشكل كامل وإنما يتنفس وفقط، ومن ضمن معاناته هو حبه لديزي العاملة معه في نفس الوظيفة، وعلى الرغم من ذلك ففي كل مرة، حتى تلك التي باحت فيها بحبها له، أراد أن يبوح لها بحبه كانت تخرج من فمه "أنا أعمل" بدلا من "أنا أحبك"، ويواجه مشاكله مع زوجته بقوله إنه يود لو يبدأ بالادخار، دون أن يخبرها أنه لم يحبها، وهكذا فإن السيد صفر ظل في عيني في صراع داخلي بين الشكل المطلوب منه والشكل الذي يحتاجه هو، أو بمعنى أصح أنه كان في صراع دامٍ مع طبيعته الإنسانية بجانب كونه الضحية للنظام الذي عاش فيه، حتى وصل لقاعٍ انفجر فيه بالبكاء وهو يحدث أباه مرددا "أريد أن أعلم لماذا أنا هكذا!"، فرد عليه أبوه أنه لأول مرة يراه يتساءل هكذا ولكنه سعيد، لكن جاء صوت من الخارج يخبره بأنه أيضا لأول مرة يراه يتساءل هكذا لكنه ليس سعيدا، في تلك اللحظة عاد صفر يخبر والده أنه على ما يرام مرددا "أنا أعمل...