بيجو بيجو

قرر بيجو، صباح اليوم قبل ذهابه للدرس، أن ينتحر. إذ ذاك دخل المطبخ مبكرا فيما كانت والدته بغرفة أخرى وأخرج بهدوء سكينا، تأملها، ثم وضعها على ساعده وأغمض عينه ليفتحها على عالم آخر، ولكنه انتظر قليلاً وكرر انتظاره ذلك وفتح عينه ووجد أنه لا يوجد أحد بالمطبخ سواه، ولم يأتِ أحد، حينها وضع السكين مكانه بكل هدوء وتسلل لخارجه، اصطدم بيجو في الطرقة بعد تسلله ذلك بأمِه، التي ارتعبت وهبّت فيه منزِلة يديها الاثنين على ظهره ضربا من أثر المفاجئة. بعد أن فرغ من السباب المنهال عليه دخل الحمام، وأدرك أنه ليس من اللائق نهائيا أن يقدم على عمل كذلك دون البوح بسره ذلك لأحد، وفكر واقفا أمام المرآة:" إن اختفائي المفاجئ سيكون بالتأكيد أمرًا مؤلمًا للكل، أو.. على الأقل لبابا وماما، لا يصح أبدًا!"، إذ ذاك خرج من الحمام وارتدى ملابسه قبل الميعاد وجلس إلى جانب أبيه وأمه. أطال النظر بوجهيهما يستطلع أي رد فعل لجلوسه برفقتهما، ولكن أنظارهما كانت موجهة نحو المذيع الذي يبث عليهما الأخبار، مما جعله ينادي والده: - يا حاج، أريد أن أسأل...