كلبٌ وثور

إلى أخي... في أيام المجاعة، جلس الأخوان حميد وكرم، بما أبقته لهما المجاعة من شحم، على الأرض، وفي ركن ارتخى كلب يظهر العظم من جلده، والشمس تضرب بأعنف حرارتها الأرض حتى لتكاد تخترق الحوائط وتحرقهما، في تلك اللحظة قال حميد، الأخ الأكبر: - يا ابن والدي، قد صار لنا من الأيام دون لقمة تدخل فمنا ما لم أعد قادرا على عدّه، نحن نموت وليس حري بنا أن نموت هكذا! - والعمل يا حميد؟ حتى الزرع مات من الشمس، والدار خالية من المال والغلة. - العمل أن نأكل، نحيا اليوم ثم نفكر في غدٍ الله أعلم في ملكوته إذا ما كنا سنراه! هناك الثور نذبحه ونأكل منه كل يوم مقدار ما يكفي بطوننا فقط للاستمرار، ثم ربنا يفرجها من عنده وقتما يشاء فنزرع ونعمل ونشتري واحدا. - أجننت يا أخي؟ هذا الثور هو كل ما نملك بعد البيت وروكي الكلب، هذا في أيامنا تلك يساوي أموالا كثيرة! - يا أخي والمال فيما ...