الأشواك

إهداء لله الذي أهداني من عظيم كرمه أمي، وأبي، وأختي. لم يتبقَ على سهرة الأسبوع لآل منسي سوى بضع سويعات، والتي تقام في بيت عم حليم بائع الفول، حتى الآن لم تظهر أمينة الشابة ابنة عم حليم على غير العادة، ظنت الظنون بدايةً أن جاءتها "الظروف" فلعلها تريح نفسها أو تحاول تحسين مظهرها قدر الإمكان حتى لا يبدو عليها الإرهاق، إلا أن ذلك لم يكن صحيحا؛ حيث كانت أمينة متسمرة خلف باب حجرتها وكأنما قد تلبسها جن، الدموع تنهمر من عينيها وتضع يدها على فمها حتى لا يعلو صوت نحيبها. ظنت أمينة في أول الأمر أنه حلم، فما أن قامت من نوم العصر حتى وجدت الوسادة التي نامت عليها ممزقة وكذلك بعض المواضع في الملاءة، إذ ذاك أصابتها صدمة قوية وتساؤل كبير حول سبب ذلك، رشمت صليبا ودعت، ثم التفتت نحو المرآة لتتأكد من سلامة جلبابها، وقفت أمام المرآة وقد فغرت...