Posts

Showing posts from October, 2019

حين بكى الحيِّن

Image
أثناء مضيه في الجو سمع الحيِّن* أنينا شديدا اهتزت له تفاصيل كيانه، صوت صِبَا تحمل نبراته في طياتها ضعف الشيوخ، فتوقف في الهواء للحظات ثبتت فيها الذرات لثباته، أرهف السمع فاشتد الأنين فاشتد اهتزازه أكثر فتوجه بسمعه نحو النافذة التي آتاه منها الصوت، فحلت على النافذة نسمة باردة وإن كانت الشمس على أشد سطوعها اليوم بعد إمطارة لم تدم أكثر من عشرين دقيقة، فدخلت تلك النسمة من النافذة وقد حملت معها رائحة الندا المنتشرة بنسبة قليلة في الهواء مما حرك الستائر برقة شديدة كسارق يتسلل من النافذة، دخل الحيّن من النافذة وتوقف عندها فرأى ما بالغرفة، إنها غرفة مشفى إذن، نعم اللون زهري باهت، وفي الأركان توجد باقات عديدة من الزهور فشلت في إضفاء أي نوع من أنواع البهجة على المكان، على الحائط المواجه للنافذة والمجانب للباب كانت امرأة في نهاية عقدها الثالث أو في بداية الرابع تقف وقفة رجالية بعض الشيء؛ تقف بقدم وتستند بأخرى على الحائط وتربع ذراعيها، كانت... كانت ستبدو أجمل لو أنها خارج هذا المكان فبهوته انطبع على قسماتها ولون جلدها، فصار شعرها البني المتحرر المموج كأنه كاد أن يشيب كأوراق شجر الخريف، بين...