Posts

Showing posts from April, 2019

الممر

Image
أنا في الثمانين من عمري أو ربما المئة، أو أنني لازلت شابا شابت روحه، لا أعلم. أنا كما أنا، لم أتغير. أجلس على مقعد يتسع لثلاث، ولكني وحدي. أرى أمامي حائطا، وأنني كائن في ممر أبيض بياض شفاه الميت، روحه روح المستشفيات المصرية، ويمتد يمينا ويسارا إمتدادا سرمديا. اليوم أنا على موعد مع أخلائي، بالطبع! فلم يفت يوم كنت فيه وحدي، تقريبا، بالطبع سيأتون كلهم ويسدون حاجتي إليهم، حاجة الإنسان لدي، فهم كلهم يحبونني، فهم دائما ما يقفون بجانبي.. تقريبا. دقائق وسيبدو أحدهم قادما نحوي، بالطبع سيأتون على الميعاد! النور المنبثق من أطراف الممر يمينا ويسارا قوي جدا، حتى أنك ترى القادم نحوك كنقطة سوداء تأخذ في الكبر والوضوح كلما اقتربت منك. لا يزال النهار طويلا.. بالطبع لا يزال في بدايته، سيأتي أحدهم عما قريب. ظهر جرذ أسود حقير كالشيطان، أفجعني! لم أمسه، ولكن عندما يأتي أحدهم سيقتله أو يهشه، أما أنا فلست أقدر أن أمس مخلوقا بسوء ماعدا نفسي. كل شيء في الممر واضح، ماعداي، لا أستطيع رؤية هيئتي.. هناك صرصور في الممر، أنا أخاف الصراصير، يا إلهي! إنه يقترب، يمكنه أن يطير في وجهي! بالطبع سيأ...