في يوم آخر

يوم آخر، يوم وحيد آخر. الأمور لا تتغير، لم تتغير منذ زمن، مر زمن طويل منذ آخر مرة حادث فيها أحدهم، لم يرَ صديقا، عزيزا، قريبا، حبيبة، قد هجروه كلهم، هكذا كان الأمر بعدما قيل له أنه غريب الأطوار. جلس "أكمل" و ليس في يديه تبغ كما هو متوقع، شرد في السقف، الوحشة لا تتركه أبدا، تقريبا أن الوحدة هي صديقته الأكثر وفاءً، بينما كان الآخرين يلتقطون الصور و يوزعون النكات السخيفة هنا و هناك دونه، كانت هي هنا، و الصمت أيضا دعونا لا ننسى الصمت، هل نسوه؟ نعم يمكن ذلك. لماذا هو؟ لا يعرف، ولكن هكذا هو الأمر و ليتقبله جملةً، غير ذلك فليمت. "أكمل" قد مل من تلك الحياة الرتيبة و الأمور المعادة، من الإستيقاظ و إنتظاره حتى يأتيه النوم فيأخذ ما على كتفيه من تعب و يأتي يوم آخر بنفس الشكل، يقال أن الإنسان إذا نساه الناس فهو ميت، لكن أكمل لم يرد في حياته سوى أن يحيا. نظر حوله، كل شيء معتاد، لو أتاه أحدهم لتغير حاله كثيرا، هناك خمس أشخاص أعزاء، أو كانوا أعزاء على قلبه، إذا فقط تذكره أحدهم و حادثه لتغير كل ذلك و يموت الملل. فكر "أكمل" في طريقة تجعلهم يأتون إليه مرغمي...