صدفة جميلة حزينة جدا

إلى أين يمكن أن تأخذنا الحياة؟ اليوم التقيت، أثناء ذهابي لشراء الطعام، أحد أصدقاء طفولتي القدامة، وبادر هو بالسلام في استيحاء وأنا في حرارة بالأحضان، وشتان الفارق بين صديق طفولتي الذي كنت أذهب معه إلى الكنيسة منذ كان عمري ٥ سنوات والذي امتدت علاقتي به سنوات أخرى ليست بالقليلة إلى أن انقطعت أنا عن الذهاب لنفس الكنيسة ومن ساعتها لم أره ثانية، أما اليوم فهو شخص آخر، بعد كل تلك السنوات أخيرا تقابلنا، ليس المقلبظ الذي عرفته في صغري، أصبح هيكله الآن ممصوصا، وأنا أعرف الفرق بين النحافة وبين شكله، أظافره متسخة بعض الشيء، وعيناه تشيان خلسة بمرارٍ جثيم جثوم عليه، ورأسه تتدلى من عنقه نحو الأمام بعض الشيء، إلا أن صوته لا يزال كما هو يحمل النقاء الذي كان فينا في الصغر، ليس كصوتي وطبعي الذي امتلأ بالعالم الذي يعيش فيّ، سألته أين هو، وأردت أن أعرف منه ما حدث في تلك الأعوام التي انقطعنا فيها عن بعضنا البعض، إلا أنني لم أجرؤ على ذلك، قال لي إنه يدرس علوم الحاسوب، وسألني فقلت السياسة، ثم "هل تذهب للكنيسة؟"، فرد "يعني، ليس كثيرا بسبب أني عملت وتركت العمل البارحة.."، ...