الغشاوة

نزلت الضربة على قفا حودة المصري بشكل مفاجئ لم يتوقعه في أول مرة يشرف فيها مجلس صعاليك دفعته، ويكون المجلس عادة بين الثالثة والرابعة فجرا في آخر شارع النقل والهندسة بسموحة من ناحية المحمودية، ثم ينفك بعد ساعة ونصف أو اثنتين حتى لا تلاحظهم الأعين المستيقظة، تنفرد على الأفخاذ البفرة و"الإربع"، وزجاجة مياه مقطوعة العنق حاضرة على الأسفلت، رفع حودة رأسه فرأى "غرباوي"، يشخر من القهقهة حتى ليكاد يقع على الأرض، بينما بقية المجلس الموقر ملتزمة بالعمل وترتسم فقط البسمة على وجهها وهي تراقب كل شيء بسرعة. - لا تجرني بالله عليك يا غرباوي، لا أريد أن أفرد ذراعي في مجلس أنا جديد العهد به. - لأ وأنت بروح أمك قتَّال جدا، أراهنك أنك من أول نفس ستُعمى. - أول ماذا؟ الظاهر أنك لا تعرفني نهائيا يا وجه البقرة أنت، هههخخ، قال لك نفسا! - بما أنك عنترة هكذا فإني أراهن. ثم لم ينطق حودة بالموافقة إلا أن نادى "سلعااوي...